التدخين السلبي يسبب اضرار صحية خطيرة

علاء حامد
9 Min Read

المدخن لا يؤذي نفسه فقط، ولكن يتطرق الأمر إلى إيذاء الآخرين، من خلال ما يعرف بالتدخين السلبي، لأن غالبية الدخان لا يدخل إلى رئة المدخن فقط، بل ينتشر ويمتد إلى الهواء المحيط وهنا تمتد آثار التدخين إلى المحيطين بالمدخن، وبالتالي يمكن لأي شخص قريب أن يتنفس الدخان ويصبح فريسة سهلة للتعرض للأمراض.


ويعتبر التدخين السلبي هو استنشاق دخان السجائر والذي قد يؤدي إلى التأثير سلباً على صحة غير المدخنين سواء من أفراد الأسرة أو من المحيطين بالمدخن في أي مكان، ويصبح التدخين السلبي أكثر خطرا في تدمير صحة الطفل تحديدا، حيث إن الأطفال هم أكثر عرضةً لمشاكل التنفس والربو والحساسية خاصة القريبين من المدخنين في داخل المنزل.

التدخين السلبي يصيب الإنسان بأمراض القلب
تقول الدكتورة إيمان فودة، أستاذ أمراض الصدر ورئيس وحدة الصدر جامعة عين شمس، إن التدخين السلبي يرفع من خطر الإصابة بأمراض القلب، حيث إن الأشخاص الذين لا يدخنون ولكنهم يعيشون في منزل به مدخن أو أكثر، ترتفع لديهم مخاطر تصل إلى الإصابة بأمراض القلب التاجية وذلك أكثر من الأشخاص الذين لا يدخنون.


“كما يتسبب التدخين السلبي في أن يجعل الدم أكثر لزوجةً وقد يصل إلى حد تجلط الدم، مما يؤدي إلى الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية، كما يرتبط التدخين السلبي بمستويات أقل من الفيتامينات المضادة للأكسدة في الدم، وقد يؤدي التعرض الطويل الأجل للتدخين السلبي إلى حدوث تصلب وتضييق الشرايين.

التدخين السلبي يصيب الجسم بأنواع عديدة من السرطان
وتؤكد الدكتورة إيمان فودة، على أنه توجد فترة يتساوى فيها الشخص الذي يتعرض للتدخين السلبي مع الشخص المدخن، وهي أنه يحتاج التدخين السلبي إلى ثلاثين دقيقةً فقط للتأثيرِ على كيفية قيام الأوعية الدموية بتنظيم تدفق الدم، وهي درجة مشابهة للتي يتعرض لها الأشخاص الذين يدخنون.

كما يعاني الأشخاص الذين لا يدخنون والذين يتعرضون على المدى الطويل للتدخين غير المباشر من خطر الإصابة بسرطان الرئة بنسبة تتراوح ما بين 20 إلى 30 %، كما يزيد التدخين السلبي من خطر الإصابة بسرطان الجيوب الأنفية، وسرطان الحنجرة، وسرطان الثدي، وأعراض تنفسية طويلة وقصيرة الأجل، وفقدان وظائف الرئة، ومرض الانسداد الرئوي المزمن بين الأشخاص الذين لا يدخنون.

وتكمل: إن النساء الحوامل عندما يتعرضن للتدخين السلبي أكثر فإنهن يصبحن عرضة للولادة المبكرة، ويصبح أطفالهن أكثر عرضةً لخطر انخفاض الوزن عند الولادة وكذلك إصابتهم بالموت المفاجئ.

الأطفال أكثر تأثرا بالتدخين السلبي
وتضيف فودة، أن الأطفال أكثر تضررا من التدخين السلبي نظرا لأن لديهم مجاري هوائية ورئتين وجهاز مناعة أقل تطوراً وصغيرا، وترتفع هذه الإصابات بين الأطفال الذين يعيشون في منزل به أشخاص مدخنه، كما أن التدخين السلبي يسبب الوفاة المفاجئة وغير المتوقعة عند الرضع وهو يسمى متلازمة موت الرضع المفاجئ وحوادث النوم القاتلة.

كما أن الطفل الذي يعيش في أسرة مدخنة تقترب من العامين، في هذه الفترة يواجه خطرا متزايدا للإصابة مجموعة من أمراض الجهاز التنفسية مثل التهاب الشُّعب الهوائية والتهاب القصيبات والالتهاب الرئوي، وبسبب ذلك يزداد لديهم خطر الإصابة بنزلات البرد والسعال والتهاب الأذن الوسطى، وتكون لديهم الرئتين أكثر ضعفاً ولا تنمو وبالتالي تصبح غير قادرة على أداء وظائفها.

وتكمل: أن الطفل الذي يتعرض للتدخين غير المباشر في المنزل يكون أكثر عرضة للإصابة بمرض الربو، والإصابة بالمزيد من نوبات الربو، وقد يحتاج إلى استخدام أدوية الربو في كثير من الأحيان لفترة أطول، كما أن الأطفال في سن الدراسة يتعرضون إلى تكرار أعراض مثل السعال، والبلغم، والأزيز، وضيق التنفس بسبب التدخين السلبي، كما يسب للتدخين السلبي من زيادة خطر الإصابة بمرض التهاب السحايا، والذي يمكن أن يتسبب في بعض الأحيان في الإعاقة أو الوفاة.

كيف تحمي نفسك منَ التدخين السلبي؟
ويؤكد الدكتور عبد الحميد هيكل استشاري أمراض الصدر بمستشفيات عين شمس، أن الطريقة الوحيدة لحماية الآخرين من التدخين السلبي، خاصة المقربين من المدخنين هي الحفاظ على البيئة المحيطة بهم أن تكون خالية من الدخان، لذلك لا بد من إبعاد دخان السجائر عن الآخرين وعدم التدخين في داخل المنزل أو السيارة، وليس حلا أن يتم التدخين في البلكونة أو في غرفة واحدة أو غرفتين حيث إن دخان التبغ يتسرب بسهولة عبر بقية المنزل.

مع تنبيه ضيوف المنزل والتأكيد عليهم أن يدخنوا سجائرهم في الخارج، مع منع التدخين داخل السيارة حيث سيظل باقي الركاب معرضين لدخان السجائر حتى لو كانت النوافذ مفتوحة، مع عدم السماح بالتدخين في أي مكان مغلق لأن غير المدخنين يجلسون وقتا طويلا في هذه الأماكن المغلقة، كما يجب تجنّب أخذ الأطفال إلى المناطق التي يدخن فيها الآخرون مثل المقاهي والكافيهات مع عدم ترك الاطفال مع الأشخاص المدخنين.

ويكمل: لا يعتبر فتح النوافذ والأبواب أو التدخين في غرفة أخرى في المنزل نوعا من حماية الآخرين من التدخين السلبي، حيث إن الدخان يظل في الهواء لمدة ساعتين إلى ثلاثِ ساعات بعد الانتهاء من السيجارة، حتى ولو كانت النوافذ مفتوحة.

الأضرار والمخاطر الناتجة عن التدخين السلبي
ويفسر الدكتور عبد الحميد هيكل، أن الدخان السلبي يعتبر خليطا قاتلا ومضرا حيث يتكون الدخان من أكثر من 4000 من المواد المسببة للحساسية والسموم والمواد المسببة للسرطان، كما أن معظم الدخان السلبي يكون غير مرئي وعديم الرائحة، مما يجعل غير المدخنين وغيرهم حول المدخن ما زالوا يتنفسون السموم الضارة دون أن يعلموا ذلك.

كما أن الأضرار الناجمة عن التدخين السلبي قد تصل للإصابة بالتهاب رئوى مزمن، حيث إن دخان السجائر موادا كيميائية ضارة وسموم تسبب السرطان، كما أن التدخين السلبي يسبب مرض الانسداد الرئوي المزمن ويسبب التهاب الشعب الهوائية الذي يمنع تدفق الأكسجين إلى الرئتين مسبب صعوبة التنفس وسعال مستمر.

ولكي يحمي الشخص نفسه من التدخين السلبي، أولا حاول إقناع المدخن الإقلاع عن التدخين، مع ضرورة تجنب الأماكن التي يوجد بها مدخنون.

تجنب التدخين السلبي لمنع الإصابة بالأزمة القلبية
وفي سياق متصل يقول الدكتور عبد الحميد هيكل، إن التعرض للتدخين السلبي يعتبر من المسببات المرتبطة بالإصابة بنوبة قلبية، حيث يضر التدخين السلبي بالقلب والأوعية الدموية حتى ولو كانت كية دخان السجائر بنسبة بسيطة.

كما يؤدي التدخين السلبي إلى عجز الشرايين عن التمدد، وهي نوع من المرض القلبي الوعائي، أيضا المواد الكيميائية الناتجة عن التدخين السلبي تسبب تهيج بطانة الشرايين، ما يتسبب في تضخمها والتهابها وتيبسها، وهذا الالتهاب يؤدي إلى تضيق الشرايين، ما يزيد من خطر الإصابة بألم الصدر المتعلق بالقلب المعروف بالذبحة الصدرية والنوبات القلبية.

أخطار أخرى ناتجة من التعرض للتدخين السلبي
ويضيف الدكتور عبد الحميد هيكل، أن التدخين السلبي يسبب تهيج العين والبحة، ويزيد من خطر الإصابة بسرطان الحنجرة والبلعوم، ويسبب أمراض الشريان التاجي وأمراض القلب الخلقية، ويسبب التدخين السلبي مختلف مشاكل الجهاز التنفسي حيث إن مشاكل التنفس شائعة جدا بين المدخنين السلبيين البالغين والأطفال، ولكن من المؤسف أنه يصعب علاج هذه الأعراض، واستمرارها لفترة طويلة ما لم تتخلص من آثار التدخين السلبي، إذا كنت في منطقة معرضة للتدخين غير المباشر، فستعاني من مشاكل في الجهاز التنفسي.

كما يسبب التدخين السلبي الموت المبكر خاصة مع السيدات الحوامل، حيث تصاب بمضاعفات داخلية وبالتالي يؤدي إلى الوفاة المبكرة، حيث إن التدخين السلبي يقلل من كمية الأكسجين المتاحة للأم والطفل، مما تسبب في الوفاة المبكرة، بالنسبة للرضع والأطفال.

ويكمل : إن التدخين السلبي يسبب أيضا انخفاض الوزن عند الأطفال، حيث إنه من المرجح أن تلد المرأة الحامل التي تعرضت للتدخين السلبي طفلا منخفض الوزن نسبيا، مما قد يكون قاتل في معظم الحالات، في حالات أخرى، سيكون الطفل عرضة لعدد كبير من القضايا الصحية في المستقبل، وقد يصاب الطفل الرضيع بمتلازمة موت الرضيع المفاجئ، ويطلق عليه اسم موت المهد، ويعتبر التدخين السلبي هو السبب الوحيد للموت المفاجئ للأطفال حديثي الولادة.

التدخين السلبي يؤثر على السمع والمناعة
ويقول الدكتور هيكل، إن التدخين السلبي يصيب الطفل بالصمم في سن مبكرة للغاية، كما يمكن أن يسبب الدخان التهابات الأذن الوسطى، مما قد يؤدي إلى الصمم أيضا، وكذلك يسبب التدخين السلبي انخفاض المناعة لأن استنشاق الدخان غير المباشر يتسبب في توقف جهاز المناعة لدى الأطفال، فيفقد جهاز المناعة وظيفته، هذا يؤدي إلى مرض الأطفال في كثير من الأحيان.

Share this Article
Leave a comment