عراقيون يفرون من عملية الموصل إلى مخيم مكتظ فقير التجهيزات

علاء حامد
4 Min Read

قوات الجيش العراقى

قوات الجيش العراقى

أ ب

تكتظ مخيمات المدنيين النازحين فى شمال العراق بينما تتقدم القوات العراقية نحو مدينة الموصل التى يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية، ما أجبر ألاف على النزوح.

وإلى جنوب شرق الموصل مباشرة، يتوسع مخيم ديباغا الذى يضم نازحين من محافظة نينوى بشكل مستمر.

ووسط المخيم تجمع عدد من الشباب الغاضبين عند مكاتب إدارية طلبا لمأوى ملائم أو إذن بمغادرة المخيم بالكلية.

وفى أحد أقسام المخيم والمنفصل عن باقى الأقسام، عبر أفراد أسر السياج المرتبط بسلسلة بحثا عن ذويهم الذين فرقتهم عملية الاستجواب الطويلة.

وصل زهاء ثلاثة آلاف شخص إلى المخيم فى الأسبوع الماضى وحده، وفقا لإدارة المخيم.

ويعيش سكان المخيم الذين يزيد عددهم على ثمانية وعشرين ألفا فى مزيج من الخيام والحاويات والمنازل المؤقتة والبنايات التابعة للبلدية أو ينامون فى العراء.

فى المرحلة الأولى من العملية الرامية إلى استعادة الموصل من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية، من المتوقع أن يضطر نحو مليون شخص إلى النزوح بسبب العنف، وفقا للأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر.

ومع ذلك، يكافح مسؤولون محليون وجماعات إغاثية من أجل التعاطى مع التدفق الحالى الأقل بكثير مما شهده المخيم فى البداية.

أدى سوء التخطيط وكذلك الموارد المحدودة خلال عملية استعادة الفلوجة من تنظيم الدولة الإسلامية الصيف الحالى إلى ترك عشرات الآلاف من المدنيين عالقين فى صحراء محافظة الأنبار بلا مأوى وبقليل من الطعام والشراب.

وبينما يندفع الجيش العراقى ببطء نحو الموصل منطلقا من قاعدة القيارة الجوية التى استعادها مؤخرا والواقعة غرب نهر دجلة، قال قادة عراقيون إنهم يحاولون التخفيف من التأثير الإنسانى عن طريق تشجيع بعض العائلات على عدم الرحيل.

وفى السياق قال العقيد فارس بشير الدليمى من قيادة عمليات نينوى أن “الوضع بالنسبة للنازحين داخل المخيمات مروع. .. قواتنا تشجع مزيدا من السكان على البقاء فى منازلهم بينما نتقدم”، مشيرا إلى أنه لا توجد بنية تحتية كافية لاستيعاب تدفقات كبيرة متكررة من المعوزين.

وشهدت عمليات سابقة ضد تنظيم الدولة الاسلامية إفراغ مدن وقرى من المدنيين، فى محاولة لتجنيبهم الأذى.

لكن تشجيع السكان على البقاء قد يعرضهم لهجمات مرتدة من التنظيم، والتى تتبع عادة “تحرير” مناطق من أيدى الجماعة المتشددة.

سار عبد الله أحمد وعائلته الشابة عبر الصحراء لمدة يومين للوصول إلى منطقة آمنة بعد فرارهم من قرية القيارة التى كانت خاضعة للتنظيم سابقا.

وتوفى أصغر أبنائهم، إبراهيم وعمره 7 أشهر، خلال الرحلة بسبب الجفاف.

وفى مخيم ديباغا، تمكنت العائلة من إيجاد صناديق من الورق المقوى كى تنام فى ساحة مفتوحة بجانب المكاتب الإدارية للمخيم.

وقال أحمد “نحن سعداء لوجودنا هنا بغض النظر عن الظروف.”

ووصف الأيام الأخيرة لعائلته فى بلدهم بالمرعبة، فبعد أن أغلقت القوات العراقية القيارة، بدأ مقاتلو التنظيم فى تنفيذ عمليات إعدام جماعية.

وأضاف ” إذا ذهبت إلى هناك الآن، ستجد الشوارع مليئة بالجثث.”

لكن آخرين فى المخيم رفضوا الظروف القاسية فى المخيم وعملية الفحص الصارمة التى تفرضها إدارة إقليم كردستان العراق والتى تلزم معظم الرجال بالخضوع لاستجواب لمدة أسبوع أو أكثر ومصادرة بطاقات هويتهم للسيطرة على حركتهم.

وصاح مجموعة من الشبان فى الحراس المسلحين وعمال الإغاثة أمام إحدى بوابات المبانى الإدارية للمخيم.

“هذا مثل الموت البطيء”، هكذا صاح أحد الشباب.

وقال الشاب هيثم فتوى، 20 عاما، “عندما تم تحريرنا من داعش كنا نظن أننا حصلنا على حريتنا، لكن نحن فى السجن الآن.”

وبينما يرتدى سروالا قديما وصندلا بلاستيكيا، يعد فتوى مثل مئات الرجال والشباب الآخرين، ويقول أنه أجبر على النوم فى مسجد متواضع وسط المخيم.

وأضاف ” إذا كنا نعرف أن هذا سيكون الحال، لم نكن لنفر من ديارنا.”

Share this Article
Leave a comment