السنغافوري الصغير الذي قهر أسطورة السباحة “فيلبس”

علاء حامد
4 Min Read

السباح السنغافوري جوزيف سكولينغ

السباح السنغافوري جوزيف سكولينغ

نجح السباح السنغافوري جوزيف سكولينغ الفائز بذهبية سباق 100 فراشة في قهر الأسطورة الأمريكي مايكل فيلبس، في منافسة السباحة، تاركا لفيلبس الميدالية الفضية وذلك خلال منافسات أوليمبياد ريو دي جانيرو 2016.
كان السنغافوري جوزيف سكولينغ، في الثالثة عشرة من عمره، عندما التقى مثله الأعلى الأمريكي مايكل فيلبس للمرة الأولى، لكنَّ أيا منهما لم يخطر بباله أن اللقاء في المستقبل سيجمعهما في أحواض ريو، وأن ذلك الصبي سيتحول إلى قاهر الأسطورة، وسيهدي بلاده أول ذهبية أوليمبية في تاريخها.
فيلبس سبق أن التقى سكولينغ قبل 8 أعوام في سنغافورة حين كان بصحبة المنتخب الأمريكي في معسكر تدريبي تحضيرا لحملته الأسطورية في أوليمبياد بكين 2008 حيث أصبح أول رياضي يتوج بـ8 ذهبيات في نسخة واحدة.
لكن ذلك “اللقاء” بين الإثنين ترك أثره على حياة سكولينغ الذي كان حينها في الثالثة عشرة من عمره وأفضل سباح في بلده الصغير في فئته العمرية.
وعندما كان فيلبس يحطم الأرقام في أحواض بكين، اتخذ سكولينغ قراره وأدرك أنه إذا أراد السير على خطى مثله الأعلى يتوجب عليه مغادرة بلاده، فاتصل والداه بالمدرب الإسباني سيرخيو لوبيز الفائز مع بلاده ببرونزية 200 م صدرا في أوليمبياد سيول 1988 ليسافر له ابنه.
ثم انتقل سكولينغ الذي أصبح الآن في الحادية والعشرين من عمره، إلى الولايات المتحدة وتحديدا إلى ولاية فلوريدا من أجل التمرن في مدرسة “بولس” في جاكسونفيل حيث عين لوبيز مدربا، ومن هناك بدأت القصة.
فضل لوبيز في تدريبه سكولينغ التركيز على تقنيات السباحة عوضًا عن التركيز على بناء العضلات لأنه رأى بأن هذه المسألة تتحقق بشكل طبيعي مع تقدم التمارين.
وأثمرت نتائج وتمارين لوبيز، لأن سكولينغ بدأ يصنع اسما لنفسه، وفي 2011 توج بذهبيتين في ألعاب جنوب غرب آسيا التي أقيمت في إندونيسيا، وتأهل أيضًا إلى أوليمبياد لندن 2012 عن سباق 200 م فراشة لكنه لم يتمكن من تجاوز التصفيات.
وواجه سكولينغ مشكلة عام 2013 بعد أن انهى مرحلة الثانوية في مدرسة “بولس”، فهو حصل على منحة جامعية من جامعة تكساس حيث هناك المدرب المعروف إيدي ريس لكن المشكلة أنه كان مطلوبا للخدمة العسكرية الإجبارية في أندونيسيا والتي تصل مدتها لعامين.
تدخلت المؤسسة السنغافورية للرياضة التي تعنى بمساعدة الرياضيين الصاعدين وتقديم الرعاية لهم على عدة أصعدة، وطالبت بأن يسمح لسكولينغ بتأجيل الخدمة العسكرية لثلاثة أعوام بهدف التحضير للمشاركة في أولمبياد ريو 2016 .
ودخل سكولينغ إلى ألعاب ريو دون أية ضجة، ولم يكن حتى في الحسابات لكنه خرج فجأة من الظل وأجبر مثله الأعلى الذي التقط معه صورة عام 2008 على الاكتفاء بفضية سباق 100 فراشة حارما إياه من الذهبية.
كما حرم سكولينغ الذي حقق رقما قياسيًا أوليمبيا، مثله الأعلى من إحراز ذهبية هذا السباق للمرة الرابعة على التوالي، مؤكدًا بأنه عندما يتمتع المرء بالإرادة والرغبة باستطاعته تحقيق المعجزات لأن إسقاط “الدلفين البشري” يعتبر “معجزة” بالنسبة لسباح من بلد لم يسبق له أن أحرز أي ذهبية أولمبية ليس في السباحة وحسب بل في تاريخ مشاركاته في الألعاب.
وكان رئيس سنغافورة توني تان، شاهدًا على إحدى أكبر المفاجآت في تاريخ الألعاب، وعلى أعظم لحظة رياضية في تاريخ سنغافورة، هذه اللحظة التي شبهها ريتشارد غوردون، مدير المؤسسة السنغافورية للتميز الرياضي بلحظة اغتيال الرئيس الأمريكي جون كينيدي قائلا: “الناس يتحدثون عن لحظة كينيدي، عندما اغتيل كينيدي. ما حصل ليس بنفس الدراماتيكية لكن هذه لحظة كيندي بالنسخة السنغافورية، حيث سيتذكر الناس دائما لحظة فوز جوزف سكولينيغ بالميدالية الذهبية في الألعاب الأوليمبية”.

Share this Article
Leave a comment